حكايات كثيرة نسمعها
ومقارنة بمعاناة شخوصها..
غريب كم يسهل سردها
نسمعها..وغالبا ما نقول
أردت هذه المرة أن نمعن النظر ...
ونبدي رأينا
من يحكم على القصة من منظور عاطفي؟
ومن منا يرجح العقل والواقع؟
كانت فتاة سعيدة
مقبلة على الحياة
صاحبة دين وأخلاق عالية
تتمتع بشخصية تجمع الكثير من الصفات المميزة
محبوبة من الجميع
ولحضورها دائما تأثير إيجابي
تبث روح الأمل والتفاؤل
وضحكتها تفرح القلوب الحزينة
تقدم صديق أخيها لخطبتها
لم تتردد لحظة واحدة في رفضه
لما تعرفه عنه من دين وخلق واتزان
فهو من يدعونه
"الشيخ فلان"
تم الأمر
وفي الفترة المبكرة من فترة الخطبة
بدأت تتغير
بدأت تنطوي على نفسها
ونتائجها في الدراسة تتراجع بشكل ملحوظ
خرجت عن صمتها
لتحكي لصديقتها عن سبب حزنها
خطيبها,,
ليس كما توقعته أن يكون
عاملها بقسوة غير مبررة
انتقد كل تصرفاتها
حرمها من صديقاتها
استهان بكل ما تقوله
وسخر من حكمتها وثقافتها
نصحتها صديقتها بالصبر
وإعطائه فرصة ليتغير
وعدم معاملته بالمثل
لكن بقي الأمر على حاله
ونصحها المقربون منها بأن تفسخ الخطبة
لكنها لم تفعل
سؤال يطرح نفسه...
ما الذي منع هذه الفتاة من إنقاذ نفسها
كيف تستمر مع هكذا رجل؟؟
تزوجت به
وكان الأمل يحدوها
بأن العشرة كفيلة بأن تلين قلبه
واستقرارهما في بيت واحد
سيخفف من التوتر والقلق
لكن بدا الأمر وكأنه استفرد بها
ليتلذذ في تعذيبها نفسيا
هذا الزوج هو الذي يخفي كل سيئاته
وظلمه لزوجته
خلف الصورة المزيفة
التي أوهم الناس بها
الرجل المتدين
الذي لا يتحدث إلا ويذكر آية أو حديث
هو من قابل معاملة زوجته الطيبة
بإهانة وضرب وشتائم
وهي صبرت واحتسبت أمرها لله
ولم يزده هذا إلا تكبرا وظلما وغرورا
وفي كثير من المرات
وصل الأمر
إلى حد مطالبتها بالطلاق
لكن بكلمة منه كانت ترضى
وتعود إليه
تعود منكسرة
يائسة
حتى أنجبت
وأصبح الطلاق مستحيلا
في الحقيقة أستغرب أمرها
هي ليست الوحيدة
سمعت عن نساء يعشن في عذاب لا يمكن لبشر احتماله
ولكن عندما يذكر اسم الطلاق
يتملكهن خوف ويفضلن السكوت والصبر
مع العلم أن هذا لا يغير من الواقع شيئا
عندما قلت لإحداهن مرة
يستحيل أن أعيش لحظة واحدة
مع رجل يضربني ويهينني
قالت:
عندما تتزوجين يصبح الأمر مختلفا
وكرامتك لن تبقى من أولوياتك
وتحتملين كل شيء
لتتجنبي الطلاق
يا الله
يا الله
سألتها وأنا أستنكر ما قالته
ما الذي يجعلني أحتمل؟؟
وكيف أطيق النظر إليه وهو يعاملني أسوأ معاملة
قالت:
هناك رابط مقدس يجمعك به
فأنا أحب زوجي ولا يمكنني الاستغناء عنه
رغم كل ما يفعله بي
كما أن الطلاق ليس حلا
بل هو بداية لحياة من الذل والهوان
وبالذات عند وجود الأطفال
لن أجعل من أطفالي ضحية لاختياري
من أجلهم سأحتمل
كل شيء
إلى الآن لا زلت غير مقتنعة
بأنني يوما ما لا قدر الله
سأفعل مثلها
ولا زلت أتساءل كيف تصبر المرأة على كل هذا؟؟
وما هو سر حبها لزوجها رغم ما يفعله؟؟
أي قوة تملك لتواجه هذه المأساة؟؟,,,
وهل الطلاق أسوأ من البقاء مع رجل ظالم؟؟
وإذا استطاعت المرأة أن تقدم على الطلاق
هل تحتمل ذنب أطفالها؟؟
هذه دعوة لنتناقش بالأمر
ونبدي آرائنا