يقع ما بين 80 إلى 90 بالمائة من أراضي بنجلاديش ضمن ارتفاع متر واحد من مستوى سطح البحر
تنبأ فريق من الباحثين البريطانيين والفنلنديين بأن منسوب مياه البحر قديرتفع مع نهاية القرن الحالي بمعدل يصل إلى متر ونصف المتر مقارنة بالوضعالراهن.ويتجاوز الرقم الجديد بشكل كبير المستوى الذي كانت اللجنة الدوليةلتغير المناخ (آي بي سي سي) قد تنبأت بالوصول إليه في إطار التقييم الذيكانت قد أجرته العام الماضي وشكل علامة فارقة في مجال دراسة علم المناخ،حيث رأت ان الارتفاع سيكون عام 2100 بين 28 و43 سنتمترا فقط. فوفقا للدراسة الجديدة التي أعدها فريق الباحثين المشترك، سيكون لمثل هذاالارتفاع إلى هذا الحد في مستوى مياه البحر آثار جوهرية على البلدان التيتضم أراض منخفضة مثل بنجلاديش.وقد عرض الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في دراستهم أمامالمؤتمر السنوي للاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية الذي عُقد في العاصمةالنمساوية فيينا مؤخرا.
محافظ أكثر من اللازم | إنالمعدل العالمي لمستوى مياه البحر العالمي كان مستقرا للغاية على مرالسنوات الـ 2000 الماضية، إذ أنه تغيير بحدود 20 سنتمترا فقط خلال كل تلكالفترة الدكتورة سفيتلانا جيفريجيفا، من مختبر براودمان لعلوم المحيطات ببريطانيا
|
وليس فريق الباحثين البريطانيين والفنلدنيين هو أول مجموعة بحثية تشير إلىأن الرقم الذي تنبأت به آي بي سي سي يميل إلى المحافظة أكثر من اللازم.وقد عجزت آي بي سي سي في توقعاتها عن تضمين بحثها النتائج التييمكن أن تسفر عنها مساهمة الذوبان "المتسارع" للطبقات الجليدية القطبيةنتيجة الارتفاع المضطرد في درجات حرارة المياه، وقد يكون السبب في ذلك هوعدم فهم العمليات التي تدخل في تشكيل مثل هذه الظاهرة.أما فريق الباحثين البريطاني-الفنلندي فقد توصل إلى نتائج التحليلالذي قام به من خلال إنشاء نظام كمبيوتر يربط ما بين درجات الحرارةومستويات مياه البحر على مر الألفي سنة الماضية.
معدل مستقرتقول الدكتورة سفيتلانا جيفريجيفا، من مختبر براودمان لعلوم المحيطاتالواقع قرب مدينة ليفربول البريطانية، "إن المعدل العالمي لمستوى مياهالبحر العالمي كان مستقرا للغاية على مر السنوات الـ 2000 الماضية، إذ أنهتغيير بحدود 20 سنتمترا فقط خلال كل تلك الفترة."
سيؤدي الذوبان الكامل للجليد في جرينلاند وغربي القطب الجنوبي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر عدة أمتار |
وتضيف جيفريجيفا، وهي أحد أعضاء فريق البحث العلمي المذكور، قائلة:"إلا أنه مع نهاية القرن (الحالي)، فإننا نتوقع أن يرتفع منسوب مياه البحربمعدل يتراوح بين 0.8 و1.5 مترا".وتتابع قائلة: "إن الزيادة السريعة (بارتفاع منسوب مياه البحر) خلال السنوات المقبلة مرتبط بسرعة ذوبان الطبقات الجليدية."
محاكاة دقيقةوترى جيفريجيفا أن نظام الكمبيوتر، الذي أجرى الفريق بحثهم من خلاله،قادر على المحاكاة الدقيقة لمستويات مياه البحر إلى درجة يمكن التعويلعليها ومراقبتها عن طريق قياسات معدلات المد والجزر البحري على مر الأعوامالـ 300 الماضية.أما سايمون هولجيت، وهو خبير يعمل مع الدكتورة جيفريجيفا في نفسالمختبر لكنه لم يشترك في البحث الجديد، فيقول إن هنالك القليل من الأدلةالملموسة التي تشير إلى مستويات مياه البحر على مدى آلاف السنين قبل فترةالثلاثمائة سنة الماضية.
| نحننعلم ما يحدث في الوقت الراهن من خلال المعلومات التي توفرها الأقمارالاصطناعية، لكن محاولة التنبؤ بما يعنيه ذلك في المستقبل تُعد واحدة منأصعب العلوم ستيف نيريم، باحث في جامعة كولورادو
|
ويضيف: "هنالك بعض الأدلة الأثرية المحدودة التي تعتمد على ارتفاع أحواضالأسماك التي كان يستخدمها الرومان، وربما شكلت تلك الدليل الأقوى على أنهلم يكن هنالك ثمة تغير كبير في منسوب مياه البحر على مر السنوات الـ 2000الماضية."
تسارع أكبروقياسا على ذلك، يقول هولجيت، إن الارتفاع المسجل حاليا في منسوب مياهالبحر، والذي يصل إلى حوالي ثلاثة سنتمترات في العام الواحد، يُعتبر كبيراجدا، وإن العديد من العلماء العاملين في هذا الميدان يتوقعون ان يشهدواتسارعا أكبر في ارتفاع مستوى مياه البحر في المستقبل.يُذكر أن الباحث الألماني ستيفان راهمستورف كان قد استخدم العامالماضي طريقة مختلفة لقياس ارتفاع مستوى مياه البحر، لكنه توصل إلى نتيجةمشابهة لتلك التي توصل إليها فريق الدكتورة جيفريجيفا، إذ توقع ارتفاعا فيمنسوب مياه البحر يتراوح ما بين 0.5 و1.4 مترا في عام 2100.وتشير آخر المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق الأقمارالاصطناعية إلى أن طبقات الجليد في جرينلاند ومناطق غربي القطب الجنوبيبدأت بالفعل تفقد جزءا من كتلتها بفعل ذوبان الجليد، على الرغم من أنالطبقات الجليدية في شرقي القارة القطبية الجنوبية قد تكون آخذة بدورهابالازدياد.
ذوبان كامل ارتفاع متر واحد في منسوب مياه البحر قد ينضوى على مضاعفات كبيرة وخطيرة بالنسبة للبلدان ذات الأراضي المنخفضة |
ويقول الخبراء إن الذوبان الكامل للجليد في منطقتي جرينلاند وغربيالقطب الجنوبي سيؤدي إلى حدوث ارتفاع في مستوى مياه البحر قد يصل إلى عدةأمتار، إلا أن العملية، إن حدثت، ستستغرق قرونا عدة من الزمن.أما ستيف نيريم، وهو باحث من جامعة كولورادو ويعتبر موضوع مستوياتمياه البحر في العالم موضوع البحث الرئيسي بالنسبة له، فيقول: "نحن نعلمما يحدث في الوقت الراهن من خلال المعلومات التي توفرها الأقمارالاصطناعية، لكن محاولة التنبؤ بما يعنيه ذلك في المستقبل تُعد واحدة منأصعب العلوم."ويضيف نيريم: "هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أننا سنشهد ارتفاعا في مستوى مياه البحر يصل إلى متر واحد على الأقل عام 2100."
تحولات كبيرة | إنما بين 80 إلى 90 بالمائة من أراضي بنجلاديش تقع ضمن ارتفاع متر واحد منمستوى سطح البحر. ولذلك، إن كنت تعيش في دلتا الغانج، فإنك بالتأكيدستواجه حينئذ المشاكل العويصة، ومثلك أيضا عدد هائل من البشر سايمون هولجيت، خبير في مختبر براودمان لعلوم المحيطات ببريطانيا
|
ويردف قائلا: "نحن نشهد تحولات كبيرة في جرينلاند، كما نشهد تبدلات مماثلةفي منطقة غربي القطب الجنوبي، ولذلك نتوقع أن يتجلى ذلك في المعلوماتالمتعلقة بمستوى مياه البحر على شكل الزيادة في نسبة الارتفاع التينراقبها الآن."وعودة إلى الدكتور هولجيت الذي يرى أن ارتفاع متر واحد في منسوبمياه البحر قد ينضوي على مضاعفات كبيرة وخطيرة بالنسبة للبلدان ذاتالأراضي المنخفضة، وخصوصا تلك التي لم تتم تهيئة اقتصاداتها لبناء أنظمةمتطورة تحميها من مياه البحر.ويتابع: "إن ما بين 80 إلى 90 بالمائة من أراضي بنجلاديش تقع ضمنارتفاع متر واحد من مستوى سطح البحر. ولذلك، إن كنت تعيش في دلتا نهرالغانج، فإنك بالتأكيد ستواجه حينئذ المشاكل العويصة، ومثلك أيضا عدد هائلمن البشر."يُذكر أن الدكتورة جيفريجيفا قد قدمت تصوراتها وأفكارها لكي تُنشر في مجلة "الأكاديمية الوطنية للعلوم".