توفي مساء أمس الثلاثاء الموافق 4/5/2010 الكاتب الصحفي الساخر محمود السعدني بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 82 عاما .
ولد السعدني في العام 1927 في إحدى قرى محافظة المنوفية، وتلقى تعليمه في محافظة الجيزة، التي عاش فيها طوال حياته.
التحق السعدني في بدايات شبابه بالعمل الصحافي، وعمل في صحف القاهرة، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وارتبط بثورة يوليو وصحافتها إلى أن أصبح رئيساً لتحرير مجلة “صباح الخير”، كما تولى مسؤولية التعليم الطليعي في الاتحاد الاشتراكي بمحافظة الجيزة .
ألقى السادات القبض عليه ضمن من سماهم “الضالعين في مؤامرة مراكز القوى لقلب نظام الحكم” عام ،1971 وحكم عليه بالسجن لعامين، ثم خرج ليجد نفسه ممنوعاً من الكتابة، فقرر مغادرة مصر إلى بيروت، ليعمل في جريدة “السفير” . وقبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، غادر بيروت إلى ليبيا .
وفي العام 1976 سافر السعدني إلى الإمارات ليعمل في “أبوظبي” مسؤولاً عن المسرح المدرسي في وزارة التربية والتعليم، لكنه سرعان ما انتقل لإدارة تحرير جريدة “الفجر” الإماراتية، وبعد فترة غادر الإمارات للعمل في جريدة “السياسة” الكويتية، وهناك لاحقته “ضغوط ما”، آثر أن ينتقل بعدها إلى العراق، ومنها إلى لندن، ليعمل على إصدار مجلة “23 يوليو” بالاشتراك مع محمود نور الدين، زعيم “تنظيم ثورة مصر” الذي اتهم بملاحقة الصهاينة في الأراضي المصرية، والقيام باغتيالات ضدهم .
عاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير عام ،1981 ليكتب في أكثر من صحيفة مصرية إلى أن توقف عن الكتابة تماماً، واعتزل الحياة العامة، بداية من العام ،2006
والفقيد من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية وتميزت كتاباته بالأسلوب الساخر وعمل بصحف "الجمهورية" و"المصري" و"الجمهور المصري" ومجلة "المصور"، كما عمل سكرتير تحرير بمجلة روزاليوسف وشارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها حيث ترأس تحرير مجلة 23 يوليو في لندن.
وكان له باب ثابت فى مجلة المصور بعنوان "على باب الله" وفى صحيفة "أخبار اليوم" بعنوان "أما بعد" تناول فيهما قضايا سياسية واجتماعية هامة بأسلوبه الساخر الذي انفرد به .
وللسعدني أيضا كتب منها "الظرفاء" و"المضحكون" الذي تناول فيه عددا من ممثلي الكوميديا و"أمريكا يا ويكا " و"مصر من تاني " و"الموكوس في بلاد الفلوس" و"الولد الشقي في السجن " و"حمار من الشرق" و"بلاد تشيل وبلاد تحط "و"الطريق الى زمش ".