كلما يكتمل القمر ويصبح بدرا....
اخرج من شرفتي متأملة منظره الذي يعيد لي ذكريات الماضي....
فوجهه كان تماما كالبدر,,,,بل البدر من كان يشبهه,,,,نعم كنا نجلس سوية تحت ضوء القمر وقت اكتماله..كان يشدو لي باجمل الكلمات....كان يقول لي ياحلوتي,,ويا طفلتي,يا عالمي,,ويا عشقي الذي لا ينتهي....
كنت انتظر قدومه في كل اكتمالة بدر بفارغ الصير,,كانت كلماته التي كان يتلوها لي ساعة اللقاء,,زادي في ايام غيابه.
نوّر البدر السماء,,فلبست فستانا فضي اللون لاكون انا القمر...بلون واحد وقفت تحت ضوء القمر انتظر قدومه متلألئة كعروس تنتظر ان تزف الى عريسها....لمحت طيفا يقترب من بعيد....لكن زلزالا هزّ قلبي...احسست بصدري يتشقق...وكأن قلبي سيخرج من صدري...
انهارت قواي..لم اعد احس بضوء القمر....لم اعد اسمع دقات الشوق...اقترب الطيف الذي رأيته ات من بعيد...اصبح امامي..كان يحمل في يده وشاحا..زهري اللون
لم يكن غريبا عني..ولم تكن رائحته جديدة على انفي..نعم انه وشاحي..عطرته بعطري زينته بنبضات قلبي..قبل ان اربطه في يد حبيبي في اخر مرة رأيته فيها....
عاد وشاحي ولم يعد حبيبي...قال لي:ليس من قوة تستطيع ان تفرق دربنا..لكن استطاع الموت ان يفرقنا التلاقي.....لكن روحي مازالت تسكن معه اينما ذهب..مثلما روحه مازالت تسكن جسدي..فما زلت في كل اكتمالة بدر..
اجلس ناظرة الى السماء..ليظهر وجهه في البدر ضاحكا...يهمس القمر لي بكلماته التي مافارقت يوما مسمعي...
كنت حبيبي وستبقى حبيبي...
فقلبي لا يتسع الا لك..ولن يسكنه غيرك...حتى يواري التراب جسدي..فنتلاقى من جديد...